Skip links

صفعة الوالي المعظم

يحكى أن كان في غابر الزمان بلدة يحكمها والي اسمه زعتر، وكان كل من في البلدة يقصده إما لعطية أو لعمل أو لفض نزاع، فقد كان بمثابة الأب والحاكم والراعي لجميع أهل البلدة.

وكان لزعتر طلب غريب لاستقبال كل من يأتيه، فقد كان طلبه أن كل من أراد مقابلته عليه أن يصفع على قفاه قبل أن يدخل، وبالفعل كان يتم ذلك حتى شاع أن كل أهل البلدة قد تم صفعهم جميعًا.

مرت الأعوام وجاء خبر وفاة الوالي، فرح الناس وقالوا قد غار زعتر، وتم إعلان والي البلدة الجديد عفتر بن زعتر، وكان أول ما أمر به هو إلغاء ما كان يفعله أبوه قبل دخول الناس عليه بأن يصفعوا على قفاهم، وأمر بالتالي:

كل من أراد مقابلة والينا المعظم، عليه أن يصفع مرتين على خديه يمنةً ويسرى، وأن يدخل وهو يقول عاش والينا الكريم صاحب الفضل العظيم.

وشاع بعد مدة أن كل سكان البلدة قد تم صفعهم مرتين وهم ينادون: عاش والينا الكريم صاحب الفضل العظيم، وصاروا يتحسرون على أيام أبيه وكيف أنها أجمل وأفضل من أيام وليه…

الخلاصة:

من يعتاد الذل والمهانة والخضوع والخنوع، يرى بأن أقل الظلم سعادة، وأهون البطش رحمة.