من مسببات عدم القدرة على التواصل هي أننا لا نسمع ولا نستمع لكي نفهم، بل أننا أصبحنا نسمع ونستمع لكي نرد ونجادل، فكثيرًا ما تكون الإجابة منتظرة الانطلاق من العقل إلى خارج الفم قبل حتى أن نكمل الاستماع للحديث الموجه إلينا. فكم من مجادلات ونزاعات حصلت ليس بسبب اختلاف وجهات النظر أو المبدأ، بل فقط لأن الأطراف المتحاورة لم تستمع لبعضها البعض. وهذا يجعلنا ندور في دوامة الاستماع فقط دون الدخول إلى عالم الإصغاء والانصات والذي يكون العقل فيه في مرحلة أعلى وأسمى من مراحل الفهم والتدبر.
قال تعالى:
﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾
سورة الأعراف
هي ليست بالصعوبة التي يمكن تخيلها، كل ما عليك فعله هو فقط أن تدخل في النقاشات بمبدأ: "قد أكون مخطئًا، لأصغي لعلي أفهم".
وتذكر أن تصغي لا أن تسمع.